Social Icons

مباريات ما بعد الباكلوريا

الأربعاء، 10 يونيو 2015

الشخص بين الضرورة والحرية

الشخص بين الضرورة والحرية

قلنا سابقا في حديثنا عن الوضع البشري (تقديم)، أن علاقة الإنسان بذاته مكون أساسي من مكونات هذا الوضع، ويندرج مفهوم الشخص ضمن هذا الإطار، فكيف يتحدد الشخص؟ ما هو أساس الهوية؟ هل لها أساس بيولوجي؟ أخلاقي؟ اجتماعي؟ هل الشخص ثابت أم متغير؟ هل هو حر أم يخضع للضرورة والحتمية؟

الدلالة اللغوية

في اللغة العربية كلمة شخص « من فعل شخص، بمعنى ظهر، والظهير هو الجسيم، وفي اللغة الفرنسية personne-personnalité مشتقان من الكلمة اللاتينية  مشتقان من الكلمة اللاتينية persona ومعناها القناع، الذي يضعه الممثل لأداء دوره في المسرح ليتلاءم مع الدور الذي يؤديه على خشبة المسرح.
يظهر من خلال التعريف اللغوي المعجمي، أن استعمال اللفظ في اللغة العربية يحيل على ما هو جسمي مباشر، أما في المعجم الفرنسي، فيحدد الشخص كقناع ودور.
أما في الاصطلاح الفلسفي، فالشخص ليس مجرد لفظ لغوي بسيط وإنما هو مفهوم عقلي، يبني من خلال اللغة الفلسفية (مفهوم الأنا، مفهوم وحدة الشخص، الهوية ، الذات…) كمفهوم ميتافيزيقي أخلاقي، بينما مفهوم الشخصية هو مفهوم سيكولوجي، هو التعبير الخارجي عن الشخص.

مسارات مفهوم الشخص

الفلسفة اليونانية: لا تتحدث عن الشخص كموضوع لانشغالات الفيلسوف، تم الحديث عند أفلاطون عن ثنائية النفس والجسد، أما سقراط، فإن قولته الشهيرة « أيها الإنسان أعرف نفسك بنفسك »، تحمل صدى لمفهوم الشخص.
أرسطو: كرس في فلسفته التمييز بين العبد والسيد وأقصى تبعا لهذا التمييز الأجنبي والعبد من دائرة الأشخاص.
في العصر الحديث تبلور مفهوم الشخص فلسفيا، مع ديكارت، الذي ربط بين الشخص والذات والأنا، وسيحتل مفهوم الشخص موقعا مركزيا في فلسفة كانط الأخلاقية حيث جعل من الإنسان كائنا أخلاقيا في جوهره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق